للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث الدعوة إلى الأسس والتأصيل، قبل الفروع والتمثيل]

وفيه خمسة مطالب:

[المطلب الأول: المقصود من هذه القاعدة المنهجية الدعوية]

هذه هي القاعدة الثالثة من قواعد المنهج الدعوية، وهي قاعدة عظيمة النفع، كبيرة الأثر.

والمقصود بالأسس: ثوابت الإيمان، وأصول الدين، وقواعده العامة، والمعاني الكلية لها: كتوحيد الربوبية والألوهية، وصفات الله بالإجمال، كما وردت في القرآن، ومعنى الشرك والعبادة، والسنة والاتباع والابتداع، وبيان مقتضيات هذه الأصول وأسسها، وشروطها ونواقضها، والمقصود بالتأصيل: تعليم الناس إياها وتربيتهم عليها حتى يكونوا مؤصلين على أسس ثابتة، وقواعد متينة.

والمقصود بالفروع: فروع المسائل، ولو كانت في العقيدة، وحوادث الأعيان، وحكايات الأحوال، والخلافات الفقهية والعقدية بين أهل السنة، وما شابه ذلك (١) كرؤية الرسول ربه ليلة المعراج، هل هي رؤية


(١) ويدخل في عموم الفروع والتمثيل المسائل التالية:
الأولى: الخلافات الفقهية، فلا يجوز للداعية أن يجعل الخلافات الفقهية محوراً لدعوته، ولا دعوته محلاً لنصر مذهبه، فالمسائل الفقهية - وبخاصة المختلف فيها - ليست من التأصيل في شيء، ولا محل لها في مجال الدعوة.
الثانية: فروع مسائل العقيدة، وبخاصة المختلف فيها بين أهل العلم.
وكثير من الدعاة يظنون: أن كل مسألة في العقيدة هي محل دعوة، وأنها أولى من كل المسائل الأخرى في دعوته، بدعوى: أنها من العقيدة فيقدمها في دعوته، ويحْدِث بها إشغالاً للناس وربما فتناً.=
= ومن ذلك: عدد أصابع الرحمن، حديث أن الله خلق آدم على صورته، مسألة خلق العرش أولاً أم القلم
وهذه المسائل وما شابها -وإن كانت من العقيدة - ولكن ليس محلها الدعوة إلى الله تعالى، وذلك لأنها:
أولاً: من فرعيات العقيدة.
ثانياً: معظمها محل خلاف بين أهل العلم.
ثالثاً: يدفع كثيرٌ من هذه المسائل العامة إلى التكذيب بها، أو استهجانها، وقد قال علي: ((حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله)). سبق تخريجه انظر ص (٥٠).

<<  <   >  >>