الأولى: الخلافات الفقهية، فلا يجوز للداعية أن يجعل الخلافات الفقهية محوراً لدعوته، ولا دعوته محلاً لنصر مذهبه، فالمسائل الفقهية - وبخاصة المختلف فيها - ليست من التأصيل في شيء، ولا محل لها في مجال الدعوة. الثانية: فروع مسائل العقيدة، وبخاصة المختلف فيها بين أهل العلم. وكثير من الدعاة يظنون: أن كل مسألة في العقيدة هي محل دعوة، وأنها أولى من كل المسائل الأخرى في دعوته، بدعوى: أنها من العقيدة فيقدمها في دعوته، ويحْدِث بها إشغالاً للناس وربما فتناً.= = ومن ذلك: عدد أصابع الرحمن، حديث أن الله خلق آدم على صورته، مسألة خلق العرش أولاً أم القلم وهذه المسائل وما شابها -وإن كانت من العقيدة - ولكن ليس محلها الدعوة إلى الله تعالى، وذلك لأنها: أولاً: من فرعيات العقيدة. ثانياً: معظمها محل خلاف بين أهل العلم. ثالثاً: يدفع كثيرٌ من هذه المسائل العامة إلى التكذيب بها، أو استهجانها، وقد قال علي: ((حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله)). سبق تخريجه انظر ص (٥٠).