وأَصَّلَ لهم في باب (الخمر) أصلاً فقال: ((كل مُسْكر خمر، وكل خمر حرام)) (١).
فمهما تنوعت طرق الصنع، واختلفت مادة المصنوع، فمرجعها إلى هذه القاعدة العظيمة.
لما استوعب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الأصول في العقيدة والعبادات والمحرمات، سهل عليهم -بعد ذلك- الحكم على التمثيل، حيثما وجد، وكيفما جاء، وممن فعله.
[المطلب الثالث: ثمار التأصيل]
يتبين مما سبق أن للتأصيل ثماراً منها:
الأولى: يُصبح لدى المسلم مَلَكة فقهية في معرفة أحكام التمثيل، فمن علم تعريف البدعة، أدرك -بنفسه- بدعاً كثيرة دون الحاجة إلى زيادة بيان، وهكذا في كل تأصيل وتمثيل.
الثانية: إنّ حُسن طرح التأصيل وبيانه، يُسهّل على الداعية -فيما بعد- الحكم على كثير من المسائل التي يفعلها المدعوون مما يخالف الشرع، ويصبحون أَفْضَلَ قبولاً لأحكام التمثيل إذا ما سمعوها.
الثالثة: إن الدعوة إلى التأصيل لا تجد معارضة كما تجد الدعوة إلى التمثيل، إذ تجد معارضة شديدة من الناس، لذا كانت الدعوة إلى التأصيل أيسر للداعية، وأبعد عن الصدام والعرقلة.