للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: القاعدة الثانية: عدم إثارة ماضي المدعوين، وعدم تذكيرهم بسوابقهم، وإلقاء اللوم عليهم.]

من أجمل اللفتات المنهجية، التي يجب على الدعاة أن تكون نصب أعينهم، عدم إثارة ماضي المدعوين، وما كان فيها من سوابق، من فساد أو اعتداء أو ظلم .. وأن يكلموهم كأنهم أبناء اليوم، طاويين صفحة الماضي، مجتنبين التلاوم، فاتحين صفحة للمستقبل.

لذلك فتح الله باب التوبة على مصراعيه، ووعد بالغفران عن الذنوب كلها .. كمّاً ونوعاً .. إذا ما تاب العبد من ذنوبه، وأقبل على ربه

قال تعالى: {قُلْ يَعِبَادِىَ الّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىَ أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رّحْمَةِ اللهِ إِنّ اللهَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً .. } الآية [الزمر: ٥٣].

بل وعدهم الله عز وجل بأكرم من هذا وأفضل .. وعدهم بتبديل السيئات حسنات، كما جاء في آخر سورة الفرقان.

ولذلك كان الإسلام يَجُبُّ ما قبله، ولا يفتح صفحة حساب عن الأعمال السابقة، مهما كانت كثرة وقباحة.

غير أنه من الجائز للداعية ذكر الماضي على سبيل الإجمال والتخويف والتصحيح، لا على سبيل اللوم والتفضيح، ولدفع المدعوين نحو التوبة، كأن يقول: إن ماضينا يحتاج إلى توبة .. إن من رحمة الله أنه لا ينظر إلى سوابقنا.

لو كشفت أعمالنا لأنتنت رائحتنا .. دعونا ندفن الماضي بما فيه، ونفتح مع الله صفحة جديدة .. ، وهكذا.

<<  <   >  >>