للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دين الإسلام، وإنما تتعلق بدين الرجل نفسه، وحاله، وقوة إيمانه، ومدى استجابته.

فلو أن لعائلة غير مسلمة اليوم متبنى، وأرادت الإسلام، وصعب عليهم مفارقته، قيل لهم: أرضعوا المتبنى، وليبق معكم.

ولو أن امرءاً قال: أُسلم وأؤدي بعض العبادات دون بعض، ولا أنتهي عن المحرمات كلها، أو بعضها، لقيل له: أسلم .. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً (١).

[المطلب الثامن: الوضع المكي لم ينسخ]

من المعلوم أن المجتمعات ليست واحدة في أحوالها فهناك المجتمع المكي .. والمجتمع الدعوي .. والمجتمع الحبشي .. والمجتمع الحجاجي .. والمجتمع الإسلامي .. إلى غير ذلك من أنواع المجتمعات التي لكل واحد منها أحواله، وأحكامه، ومواقفه.

لذلك تتأكد حكمة بقاء منهجية التدرج لتتناسب وهذه المجتمعات كل حسب حاله، وبخاصة في المجتمع المكي.


(١) من جميل ما حدث مرة، أن أحد العلماء سأل رجلاً عن سبب تركه للصلاة، فقال الرجل: أحب الصلاة ولكن الوضوء يصعب علي لبرودة الماء، لذلك تركت الصلاة، وكان ذلك في بلاد باردة، وقبل وجود أجهزة تدفئة المياه، فقال له العالم: تيمم وصل .. فضج العلماء الآخرون ودفعوا العالم للمحكمة على أنه أسقط الوضوء وهو معلوم من الدين بالضرورة.
وبعد قيل وقال .. أصر الشيخ على فتواه معللاً أن وجود هذا الرجل في المسجد سيزيد من علمه وإيمانه، وسيدفعه ذلك إلى الوضوء .. وقد كان الأمر - بَعدُ - كذلك.

<<  <   >  >>