والمقصود بالوضع المكي: وجود مسلمين ضعفاء مضطهدين بين أظهر الكافرين، لا يسمح لهم بالدعوة، ولا يستطيعون إقامة شعائرهم، ولا الأمر بالمعروف، ولا النهي عن المنكر .. فضلاً عن الجهاد، وإقامة الحدود.
فإن وجد قوم من المسلمين كذلك، فيشرع لهم الاقتداء بأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمكة، من أداء ما يستطيعونه من العبادات، والانتهاء عما يستطيعونه من المحرمات.
ويجب عليهم الرد الكريم، والصفح الجميل، والعفو عن المؤذين، وكف الأيدي، ويحرم عليهم الرد بالعنف والقتال.
قال تعالى:{ .. فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}[الحجر: ٨٥]
قال ابن تيمية:((فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف، أو في وقت هو فيه مستضعف، فليعمل بآية الصبر والصفح والعفو عمن يؤذي الله ورسوله، من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة، فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين وبآية {قَاتِلُوا الّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الاخِرِ وَلا يُحَرّمُونَ مَا حَرّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقّ مِنَ الّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتّىَ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}[التوبة: ٢٩])). (١)