الرابعة: إن الحكم على التمثيل لا ينتهي، ففي كل ساعة أحداث، وفي كل يوم بدع، ولكل قوم عادات، فلو أراد الدعاة أن يتتبعوا كل هذا في دعوتهم، لانشغلوا وأشغلوا.
وأما الدعوة إلى التأصيل فهي: تَعلُّمٌ لأحكام التمثيل كلِّه، مما يوفر الوقت، ويدخر الجهد، ومن تعلم التأصيل سهل عليه الحكم على التمثيل، ولا عكس.
[المطلب الرابع: القاعدة وأهل هذا الزمان]
إن الوضع اليوم يختلف اختلافاً كبيراً عما كان عليه الناس في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فالنبي - صلى الله عليه وسلم -، لما كان يخبر الصحابة عن فعل أنه شرك .. أو أنه بدعة .. كان الصحابة يعلمون معنى الشرك وما حكمه .. ويعلمون ما معنى الابتداع وما حكمه .. ولا يحتاجون لأدلة على ذلك، لأن كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - هو دليل بذاته.
وأما في زماننا، فلا الداعي هو النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا المدعوون هم الصحابة في العلم والتأصيل والفهم .. فهم يفارقون الصحابة في هذا الأمر بأمرين:
الأول: أن معظمهم لا يفهم ما يقال له .. لأنهم فقدوا كثيراً من معاني الألفاظ الشرعية وأحكامها، كمعنى؛ الألوهية، والشرك، والابتداع .. مثلاً .. فهو يأتي الشرك .. في الوقت الذي يلعن المشركين.
الثاني: إن فهموا ما يقال لهم ما استجابوا، لاعتقادهم عدَم صحة ما يلقى عليهم، وقد اعتادوا سنين على هذه البدع مثلا، فإذا بهم يُفاجأون