للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير أنه يجوز ذلك حيناً على سبيل بيان محاسن الإسلام، كعدالة الإسلام في توزيع الإرث، واحترام المرأة، وفوائدِ بعض الواجبات كالحجاب، ومضارِ بعض المحرمات كالخمر، ولكن على سبيل الإجمال.

الصورة الثانية: كون المدعو مسلماً، غير أن فيه جهلاً، وتقصيراً وعصياناً، فأمثال هؤلاء يُدعون إلى زيادة الإيمان بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، والتفصيل في مقتضيات الإيمان، ولوازمه، من الاستجابة والتسليم، ويدعون بالترغيب والترهيب .. قبل أن يقال لأحدهم: هذا حرام، وهذا حلال، والمشكلة ليست في عدم علمه بذلك، - فهو يعلم ذلك- وإنما المشكلة في قلة إيمانه، وضعف استجابته، وإصلاح هذا لا يتم بمجرد إخباره عن حُكم يعلمه، بل لا بد من معالجة أسباب ذلك، وهي هاهنا ضعف الإيمان.

[المطلب السادس: قاعدة الإيمان قبل الأعمال والأحكام، لا تمنع تبليغ الحلال والحرام]

إن تقرير هذه القاعدة في منهج الداعي، لا يعني: ألا يخبر الناس بالحلال والحرام، وإنما يعني: أن يقدم في مقام الدعوة الإيمان على التحريم والتحليل في مقام الدعوة.

لأن الإيمان قاعدة الأعمال، كما هي الحال في قواعد البناء، إذ لا يمكن أن يُقام بناء إلا على قواعد، وكذلك في الإسلام، لاتقوم الأعمال

<<  <   >  >>