للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول حاجة البشرية إلى الدعوة]

مضت سنة الله في خلقه، بوجود الكفر وأهله، ووجود الإيمان وأهله.

{هُوَ الّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مّؤْمِنٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [التغابن: ٢]

وكذلك مضت سنة الله في تناقص إيمان بعض المؤمنين، وقساوة قلوبهم، وفي الجهل في الدين، والانحراف عن الصراط المستقيم، كلما ابتعد الناس عن معين الوحي، وطال بهم العهد عن منبع الرسالة.

قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلّذِينَءَامَنُوَا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقّ وَلا يَكُونُوا كَالّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ فَاسِقُونَ}. [الحديد: ١٦]

واقتضت حكمة الله إزالة الكفر، ورد الكافرين الى أصل الفطرة، وحظيرة الإيمان، وبيان المحجة لهم.

وكذلك اقتضت تجديد إيمان المؤمنين، وجلاء قلوبهم، وإعادة وصلها بالله، كيما يقوى الإيمان، وتستقيم النفوس على طريق الهداية، وتبقى القلوب موصولة بالله تعالى.

وسبقت رحمة الله أن تكون وسيلة الإسلام إلى هداية الكافرين، وإلى تجديد إيمان المؤمنين، وإصلاح ما فسد هي: الدعوة إلى الله تعالى، بشروطها، وأسلوبها المقرر، {وَيَقَوْمِ مَا لِى أَدْعُوكُمْ إِلَى النّجَاةِ وَتَدْعُونَنِى إِلَى النّارِ} [غافر: ٤١]

<<  <   >  >>