للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّىَ الّذِى يُحْيِى وَيُمِيتُ

قَالَ أَنَا أُحْيِى وَأُمِيتُ

قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنّ اللهَ يَأْتِى بِالشّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ

فَبُهِتَ الّذِى كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظّالِمِينَ}. [البقرة: ٢٥٨]

[المطلب السادس: الترتيب الدعوي لصور الجدال]

مما يجدر التنبه له؛ أنه في كثير من الأحيان تختلط صور الجدال بعضها ببعض، فتكون محاورة، ثم تتحول إلى مناظرة، ولكن على الداعية أن يبدأ دعوته بالمحاورة .. حتى إذا انقطع أمله في هداية المخالف، وتبينت معاندته، لجأ إلى المناظرة، لقطع حجته، وإظهار باطله. ولدفع الاغترار به.

وبين أيدينا مقطع من أجمل ما جرى من المحاورة والمناظرة بين نبي وكافر، بين موسى عليه السلام وفرعون.

فبعد أن بدأ موسى فيها بالبيان، وسرد الأدلة؛ أراد فرعون أن يخرجه أكثر من مرة عن نقاط البحث، وإثارة القضايا الشخصية، ولكن موسى - صلى الله عليه وسلم - كان متنبهاً لذلك، فكان كلما حاول فرعون الخروج والتفلت، رده موسى إلى نقطة البحث الأولى، ولنستمع إلى هذه المحاورة الجميلة، التي تحولت في آخرها إلى مناظرة وتحدٍ.

<<  <   >  >>