للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن فقه الأولويات؛ يمنح الداعية بصيرة في دعوته، وتوفيقاً في تصرفاته، ويحفظ عليه وقته وطاقته .. ويعطيه رؤية واضحة في المنهج بعامة، وفي الدعوة بخاصة.

وسنتعرض إلى أولويات الدعوة، وأدلة ذلك تفصيلا ضمن الكتاب، وإنما المقصود هاهنا - كما أسلفنا- التنويه لا التفصيل، والتذكير لا الإسهاب.

[المطلب الثالث: فقه المقاصد]

إن للشريعة الإسلامية الغراء غايات عظيمةً، ومقاصدَ نبيلةً؛ مقاصد عامة .. ومقاصد خاصة في كل حكم من أحكامها، وفي كل فرع من فروعها؛ فرع القضاء .. فرع الحسبة .. فرع البيوع .. ومن أهمها؛ مقاصد الدعوة إلى الله تعالى.

قال الشاطبي: ((لا بد من اعتبار الموافقة لقصد الشارع، لأن المصالح إنما اعتبرت مصالح من حيث وضعها الشارع)) (١).

ومن فَقَدَ فقه المقاصد، تخبط في منهجه، وأفسد في دعوته.

فمن مقاصد الشريعة في الدعوة إلى الله تعالى هداية العباد، ورحمتهم، لا محاسبتهم وكشف عوراتهم.

ومن مقاصد الشريعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إتيان المعروف، والانتهاء عن المنكر، لا مجرد الأمر به، والنهي عنه، فلو تحقق ذلك بأي أسلوب مشروع، كان ذلك هو المقصود.


(١) الموافقات (١/ ٤١).

<<  <   >  >>