للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثامن الدعوة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لا إلى الأحزاب ورجالها]

وفيه أربعة مطالب:

[المطلب الأول: المقصود بهذه القاعدة وأدلتها]

إن الدعوة تعني: الدعوة إلى الله وحده، وإلى دينه بعامة، وإلى اتباع رسول الله دون غيره.

والدعوة إلى الله تعالى؛ أكبر من أن تحصر في دعوة إلى حزب أو جماعة، أو إلى رجل أو رجال، أو شيخ أو شيوخ .. مهما كانوا غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. أو إلى مذهب، أو طريقة غير ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، ومن تبعهم بإحسان.

والدعوة إلى الإسلام؛ أجل من أن تنحصر حول خلاف عقدي غير مكفر، أو خلافات فقهية، أو اجتهادات علمية، أو قضية جزئية.

بل هي: دعوة إلى مبادئ وكليات .. لا إلى رجال وأحزاب .. دعوةٌ إلى عبادة الله وحده، والتمسك بدينه، واتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقّ ... } الآية [الرعد: ١٤]، فليست لأحد دونه دعوة، كائناً من كان.

وقال تعالى: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبّكَ ... } الآية [النحل: ١٢٥]، وليس إلى سبيل زيد أو عمر .. سواء كانوا مسلمين أو كافرين.

وقال تعالى: {لّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ... } الآية [الأحزاب: ٢١].

<<  <   >  >>