للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلّ أُنثَىَ وَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ، سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ}. [الرعد: ٧ - ١٠]

[المطلب الثالث: تنوع خطاب الرسول بما يتناسب وطباع المدعوين]

وتعطينا السُّنة صُوراً واقعية، وتصرفاتٍ عملية في مخاطبة المدعوين، بما يتناسب مع طباعهم الفطرية، وأحوالهم الخاصة.

ومن ذلك: لما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بأبي ذر من ضعف، نَصَحَهُ أن لا يقترب من الإمارة، وقال: ((يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة ... )) (١) الحديث.

ولما رأى من خالد بن الوليد ما رأى من القوة، والمكر المحمود، جعله قائداً مقدماً في ذلك على من هم أفضل منه كأبي بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين.

ولما أخطأ خالد رضي الله عنه في قتل بني خزيمة، قال عليه الصلاة والسلام على الملأ: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد)) (٢) ولم يعزله، رغم فعله هذا، لما رأى فيه من القوة على الأعداء، الأمر الذي يحتمل منه مثل هذا الخطأ.

ولما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبي بكر من القوة الإيمانية، والعدل بين الناس، والقدرة القيادية، مهّد له بالخلافة، وقدمه لها.


(١) رواه مسلم (١٨٢٥).
(٢) رواه البخاري (٤٣٣٩، ٧١٨٩).

<<  <   >  >>