وبهذا يتبين أن الأصل في مهمة الدعاة البلاغ والتعليم، والإعراض عن والحكم والمحاسبة والتنفيذ.
[المطلب الثالث: تطبيق هذه القاعدة على أهل هذا العصر]
خلال هذه القرون التي مرت على المسلمين بعُجَرِها وبُجَرِها، وقع جهل عظيم في المسلمين في عقيدتهم وعبادتهم وأحكام معاملاتهم، فوقعوا - لجهلهم- في الابتداع والشركيات، وغشيتهم المحرمات، وانحرفت بهم الأهواء.
فهم الآن أحوج إلى التعليم من أي شيء آخر. وأما ما يفعله بعض الدعاة، من إصدار الأحكام على أعيان المسلمين الجهلة، بالكفر والشرك والابتداع، دون تعليمهم، وإقامة الحجة عليهم .. بدعوى أنهم في بلاد المسلمين، وأن وجودهم فيها يغني عن إقامة الحجة عليهم، فليس من الحكمة في شيء، وما درى هؤلاء الذين يحكمون على الناس: أن كثيراً من دعاتهم هم الذين جَهَّلوهم، وجعلوا لهم الشرك توحيداً، والبدعة عبادة.
لذا كان لزاماً على الدعاة العمل بمقتضى هذه القاعدة؛ التعليم قبل الحكم: التي أقيم لها الدليل من الكتاب والسنة بما سبق ذكره.