للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرأ: {وَأَنّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلا تَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} (١).

وقال تعالى: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣٢]

[المطلب الثاني: الأخطاء الدعوية المخالفة لهذه القاعدة]

ومع هذا الوضوح في النصوص نجد بعض الدعاة، يتصور الدعوة تصوراً خاطئاً، سواءً كان ذلك في فكره، أو في مسلكه الدعوي.

ويمكن تلخيص الانحرافات الدعوية فيما يلي:

[الخطأ الأول: الدعوة إلى حزبية معينة .. أو غير معينة]

كثير من الدعاة يدعون الناس إلى حزبية محدثة، أو طريقة مبتدعة، أو جمعية مخصوصة، أو مذهبية ضيقة، وهم وإن كانوا يستظلون بظل الإسلام، ويدعون إليه بعامة، ولكنهم غافلون أو متغافلون عما في الدعوة الحزبية من حصر لشمول الإسلام، وتحجير لواسعه، وأنه لا يجوز الدعوة إلى الحزبية أصلاً.

وإذا كان لا بد من الدعوة إلى جماعة، أو سلوك مسلك - والأمر كذلك - فأحق الجماعات بذلك، وأفضل المسالك؛ الجماعة التي نزل


(١) رواه أحمد (١/ ٤٣٥)، والنسائي في الكبرى (١١١٧٤)، والحاكم (٢/ ٢٣٩، ٣١٨) وصححه، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>