المدعوون هم العنصر الأساس من عناصر الدعوة إلى الله عز وجل .. إذ ما شُرعت الدعوة إلا لأجلهم، وما أُرسلت الرسل إلا لدعوتهم. لذا يجب الاهتمام بهم، ودراسة حالاتهم، والتصرف تجاهها بما يناسبها، مما يقرره الشرع الحنيف.
فمن العبث الدعوي: أن يلقى الكلام على عواهنه، بدعوى التبليغ -مجرد التبليغ- دون النظر إلى حال المدعوين، وأن يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر -مجرد الأمر والنهي- دون معرفة واقعهم.
ومن الخطأ الدعوي الواضح: ما يفعله بعض الدعاة، من عدم مراعاة أحوال المدعوين، فترى أحدَهُم يحفظ خطبة جمعة، أو موعظة، أو يحضر محاضرة، ثم يلقيها في كل زمان ومكان، على كل المدعوين، رغم اختلاف مستوياتهم الإيمانية، والعلمية، والعقلية.
وربما ألقى محاضرة أو خطبة منقولة من قرون .. دون أن يغير في ألفاظها، أو يبدل في أسلوبها .. سواء كان المدعوون مثقفين علماء .. أو عوامًا جهلاءَ، وسواء كان لها مناسبة .. أو لم يكن لها مناسبة.