للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل على العكس من ذلك أمر الإسلام بستر المسلمين.

قال - صلى الله عليه وسلم -: (( .. ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)) (١).

ولذلك كان من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذا أحس من أحد خطأ، قام بواجب النصح في الأمر مع ستر عين الفاعل، فكان يقول على المنبر: ((ما بال أقوام .. )) (٢)، فبهذا يؤدي واجب النصح، ويؤدي في الوقت نفسه واجب الستر. وهي موازنة يجب أن يراعيها الدعاة إلى الله، وسيأتي تفصيل ذلك في مبحث الخطاب المطلق.

وقد وردت قواعد في مباحث سابقة تدخل في إطار هذا المبحث منها: نصحح ولانجرح ... ننصح ولانفضح ... وقد شرحت في مكانها مما يغني عن إعادتها (٣).

[المطلب الرابع: القاعدة الرابعة: سهولة الأسلوب، وبساطة الطرح، وواقعية التمثيل.]

المقصود من الدعوة إلى الله: تبليغ أمر الله عز وجل، وفهمه من المدعوين، وليس المقصود: بلاغة الداعية في خطابه، وتنميق عباراته،


(١) رواه مسلم (٢٦٩٩).
(٢) راجع إن شئت مسند أحمد (٣/ ٢)، والبخاري (٧٥٠)، ومسلم (١٤٠١)، وابن ماجة (١٤٠)، وأبو داود (٩١٣)، والترمذي (٢١٢٤)، والنسائي (٢/ ١٥٦).
(٣) راجع ص (٢٠٢، ٢٠٣).

<<  <   >  >>