للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الخامس أخطاء بعض الدعاة في الأسلوب]

ومن هذه النصوص يعلم خطأ الذين يخطبون .. أو يدرسون أو يكتبون بأسلوب معقد، ويختارون الكلمات الصعبة .. وكثير من المسلمين ــ وبخاصة شباب الصحوة ــ لا يفهم ما يكتب، ولا يعي ما يسمع، بل تحتاج خُطب بعضهم وكُتبه، إلى وجود قاموس لغوي، بجوار السامع أو القارئ، وكأنّ المسألة مسألة مبارزة بالألفاظ، وتحد في التعبير.

ولا تكاد تخرج من خُطب كثير منهم أو دروسهم بفائدة تُذكر، أو بعبارات تُحفظ .. همه سرد المعلومات، وليس تبسيطها، والإكثار منها، لا التأكد من فهمها (١).

إن سهولة الأسلوب، وبساطة الطرح، وعذوبة الألفاظ، تدفع الناس إلى الاستماع، فالتعلم .. فالتأثر .. فالعمل.

وإن صعوبة الأسلوب، وتعقيد الطرح، يدفع الناس للإعراض .. ولا يخفى ما يترتب على ذلك.

وأسوأ من هذا ما كُتب باسم (العقيدة) بألفاظ أفلاطونية، وعبارات فلسفية .. فضلاً عما فيها من مخالفات شرعية، وتكلف ما


(١) ومازلت أذكر وأنا صغير لم أتجاوز السادسة أو السابعة من عمري، حين كان النساء يجتمعن قبل موعد أحد الشيوخ في الإذاعة، وهم يسكتوننا نحن معشر الأطفال .. انتظار درس الشيخ لِمَا كان يتمتّع به من أسلوب سلس، وعبارات مفهومة، في الوقت الذي كان النساء لا يستمعن إلى غيره طوال الأسبوع، إلا ما ندر.

<<  <   >  >>