للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث السابع التذكير بأيام الله، وذكر المنافع والمضار في الخطاب الدعوي.]

وفيه ثلاثة مطالب:

الأول: المقصود والأهمية:

طبع الإنسان على حب المنافع، والاستجابة لأسبابها، وكراهية المضار، والنفور من سبلها .. كما طبع على الغفلة عما ينفعه وعما يضره، وعلى نسيان نعم الله تعالى، ومَكْرِه وعقوبته، وما فعل الله بالمسرفين من الأقوام السالفة، وما جازى به المطيعين من الخيرات والبركات، قال تعالى: { .. وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ .. } الآية [البقرة: ٢٣١]

لهذا أمر الله عز وجل موسى بتذكير بني إسرائيل بنعم الله فقال له: {وَذَكّرْهُمْ بِأَيّامِ اللهِ .. } الآية [إبراهيم: ٥].

قال ابن كثير: ((أي بأياديه ونعمه عليهم، في إخراجه إياهم من أسر فرعون، وقهره، وظلمه، وغشمه، وإنجائه إياهم من عدوهم، وفلقه لهم البحر، وتظليله إياهم بالغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، إلى غير ذلك من النعم)) (١).

ذلك لأن النفس البشرية تستروح إذا أحست بمصلحتها .. وتنفر إذا تأكدت مضرتها .. فيدفعها ذلك إلى الاستجابة لما فيه الخير .. والنفور مما فيه ضرر، لذلك كان على الداعية أن لا يغفل عن ذلك، فضلاً عن تقرير ذلك في الكتاب والسنة.


(١) تفسير ابن كثير (٢/ ٥٤٢).

<<  <   >  >>