للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال القرطبي: ((أي: قل لهم قولاً يتذكرون به أيام الله تعالى، قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: بنعم الله (١)، وقاله أبي بن كعب، ورواه مرفوعاً (٢) أي بما أنعم الله عليهم من النجاة من فرعون، ومن التيه إلى سائر النعم، وقد تسمى النعم: الأيام)) (٣).

وأمر الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالتحدث بنعم الله، فقال سبحانه:

{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: ١١]

[المطلب الثاني: ذكر ذلك في القرآن الكريم]

رغم جلال قدر الله سبحانه، وعظيم سلطانه، وأن أمره ونهيه لا يكونان إلا عن علم، وحكمة، ومصلحة للعباد، ومع ذلك؛ نجد الأسلوب القرآني يذكر مثل هذا، رحمة بالعباد، وحباً باستجابتهم.

فيقول سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَئَامَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: ٩٦]

ويقول سبحانه: {وَأَلّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا .. } الآية [الجن: ١٦]

ويقول تعالى: {يَدْعُوا لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ .. } الآية [الحج: ١٣]


(١) انظر تفسير عبدالرزاق (٢/ ٣٤١)، وتفسير ابن أبي حاتم (٧/ ٢٢٣٥)، وانظر الدر المنثور (٥/ ٦).
(٢) رواه عبدالله بن أحمد في زوائده على المسند (٥/ ١٢٢)، وعبد بن حميد في مسنده (١٦٨)، والشاشي في مسنده (١٤١٥)، وابن الأعرابي في معجمه (١٤٣٣)، وقال ابن كثير في تفسيره (٢/ ٥٤٢): ورواه عبدالله ابنه أيضاً موقوفاً، وهو أشبه [انظر المسند ٥/ ١٢٢]
(٣) تفسير القرطبي (٩/ ٣٤١).

<<  <   >  >>