أو يقحمهم في شؤون الولاية، وسياسة الدولة، وهم أضعف من إصلاح شؤونهم الخاصة .. فهل من شأن العامة تقرير شؤون الدولة .. وسياستها العامة والخارجية .. مثلاً؟
وهل من شأن العامة أن تقوم بما يسمى اليوم بـ ((المعارضة)) في وجه الحكومة المسلمة؟ ! ؟ تحدث فتناً، وتنشر فوضى. (١)
إن هذا من شأن السلطان، وأهل الحل والعقد، وليس من شأن كل من هب ودب.
فشأن المدعوين من الكفار؛ دعوتُهم إلى الهداية والإيمان .. وشأن العصاة من المسلمين دعوتهم إلى التوبة .. وشأن من يقع في الشرك دعوتهم إلى تصحيح العقيدة، وإخلاص التوحيد .. وشأن من لا يحسن العبادات تعليمهم إياها .. وشأن الشعوب التي تحررت من نير الكفر بيان أصول الإيمان، وأركان الإسلام لها .. وشأن العقلانيين والعلمانيين دعوتهم إلى مميزات الإسلام، من الشمول والكمال .. ومبادئه من التسليم لأخبار الله، والإذعان لأحكامه .. وشأن المبتدعة بيان أهمية الاتباع، وخطورة الابتداع .. وهكذا شأن الداعية الحكيم، ينظر إلى حاجات المدعوين ويلبيها بدعوته وحكمته.
المطلب الثاني: مخاطبة الناس بما يناسب مستواهم العقلي والثقافي والعلمي.
(١) ليس هاهنا محل تفصيل لموقف الرعية من الراعي، وإنما التنبيه إلى وظيفة الداعية، ويمكن مراجعة أنواع الحكام وموقف الرعية منهم في كتاب ((منهج الاعتدال)) لكاتب هذه الحروف.