للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)) (١).

فالبدء بالدعوة إلى الإيمان .. تأسيس واطمئنان، والتثنية بالعبادات .. ذكر وتثبيت، والنهي عن المنكرات .. تطهير وتزكية.

ومن أوضح ما يبين قضية التدرج ما أمر به رسول الله معاذاً حين أرسله إلى اليمن.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب)) (٢).

[المطلب الثالث: التدرج في المأمور نفسه]

ولم تقتصر سنة التدرج بين الكليات كالتوحيد، ثم العبادة فحسب .. بل كان التدرج في الكلية نفسها، أي: كان التدرج في التوحيد نفسه، وفي الصلاة نفسها.


(١) رواه مسلم، واللفظ له، كتاب الطهارة رقم (٢٢٣)، وأحمد (٥/ ٣٤٣).
(٢) رواه البخاري (٤٣٤٧) واللفظ له، ومسلم (١٩).

<<  <   >  >>