للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر بكثير من العبادات، ولا التعرض إلى كثير من المحرمات التي يتعاطاها المدعوون.

قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمّةٍ رّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الْطّاغُوتَ} [النحل: ٣٦].

فإذا استقر الإيمان في القلوب، وخلصت النفوس بالتوحيد، نقلت إلى أداء الأركان، واحداً بعد الآخر .. أي: إلى العبادات، عبادة تلو أخرى.

وإذا كان الإيمان هو القاعدة، فإن العبادات هي مثبتاتها، فهي تثبت الإيمان وتزيده، وأثناء التدرج بالعبادات، يكون التدرج بالانتهاء عن المحرمات، ذلك لأن العبادات تعين على ترك المنكرات.

قال تعالى: {إِنّ الصّلاةَ تَنْهَىَ عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنْكَرِ .. } الآية [العنكبوت: ٤٥].

وقال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِمْ بِهَا .. } الآية [التوبة: ١٠٣].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((صوم ثلاثة أيام من الشهر تذهب وحر الصدر)) (١).

وَحَرَ الصدر: أي تطهير القلب من الدنس، وما يلحقه من الأدران المعنوية من حقد وحسد، وماشابه ذلك.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الطُّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن، أو تملأ مابين السماء والأرض، والصلاة نور،


(١) رواه أحمد (٥/ ٧٨، ٣٦٣)، والنسائي في السنن (٤/ ٢٠٨)، وفي الكبرى (٢٦٩٣)، وانظر صحيح الترغيب والترهيب (١٠٢٣).

<<  <   >  >>