للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: بساطة الطرح، وسهولة التعبير، مما يسهل على المدعوين فهمه، وذلك حتى يزال الجهل، وتُقام الحجة، وتحصل الاستجابة، لأن مسائل التأصيل قد صيغت - من قبل- صياغة صعبة الفهم على أهل عصرنا.

الثاني: أن يركز على الاستدلال من الكتاب والسنة، مستشهداً على ذلك بأقوال أهل العلم من الأئمة، وليَحْذر من ذِكر الأدلة مجردة عن أقوال الأئمة، فيشكُ المدعوون في فهمه .. أو يذكر أقوال الأئمة دون الأدلة .. فلا يطمئنون لعلمه، لأن وَقْعَ النصوص عند العامة له تأثير بالغ في نفوسهم، ثم تأتي أقوال العلماء لتُطَمْئِن المدعوين إلى صحة فهم الداعي.

الثالث: أن يبدأ بتوضيح الأصل، بإيراد أمثلة وقعت في العهد الأول في الإسلام، ثم بضرب أمثلة حدثت في العصور المتتابعة .. حتى إذا فهم المدعوون وأدركوا معنى التأصيل، ضرب لهم أمثلة من واقعهم، ولو بدأ بضرب الأمثلة من واقعهم لنفروا من ذلك.

وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ذلك، وما أكثر مافي السنة من قصص ماضية. ((بَيْنَما رجل ممن كان قبلكم ... )) (١).

فإذا كان المدعوون مبتلين بالابتداع مثلاً، وأراد أن يحدثهم عنه .. فبعد توضيح التأصيل، وبيان معنى الابتداع وخطورته، حتى إذا ما اطمأن الداعية إلى أن المدعوين فهموا ذلك وهضموه .. بعد هذا يضرب لهم أمثلة مما حدث في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. كالنفر الثلاثة الذين حرم بعضهم على


(١) انظر أحمد (٢/ ٤١٣)، والبخاري (٦٤٨٠)، ومسلم (٢٠٨٨)، والنسائي (٨/ ٣١٥).

<<  <   >  >>