للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك؛ ما اعتاده الناس قبل الإسلام، من الزنى، والتمتع بالنساء، فحرم الإسلام الزنى، وسكت سكوتاً مؤقتاً عن متعة النساء .. ثم حرمها .. ثم أباحها في بعض الظروف الخاصة التي مرت بالمسلمين .. ثم حرمها إلى الأبد (١) ..

وهذا الأمر؛ وإن كان يدخل في باب التدرج بالمحرمات، ولكن لم يكن إلا تقديراً لظروف القوم الخاصة، وما اعتادوا عليه طوال حياتهم .. فمن الصعوبة بمكان أن يتخلوا عنه بسهولة، لذلك راعى الإسلام حالهم، ولم يتغافل عن ظرفهم.

وسيأتي تفصيل ذلك وأدلته في فصل (منهج الدعوة، مبحث التدرج).

وخلاصة هذا الباب: أن يراعي الداعية ظروفَ المدعوين، وأن لا يكن غافلاً عنها. فإن الدعوة إلى الله ليست دعوةً خاليةً، ولا مقالة نظريةً .. بل هي دعوةٌ عملية، وممارسةٌ واقعية، لا تغفل عن ظروف الناس، ولا عن أحوالهم .. بل هي تُعالج هذه الأحوالَ في إطار الشرعِ الُمطهَّر، تحت ظل الحكمة البالغة.


(١) راجع صحيح مسلم (١٤٠٦)، والسنن الكبرى للبيهقي (٧/ ٢٠٤).

<<  <   >  >>