هذه هي المحاور التي يجب على الداعية الاهتمام بها .. والإعراض عن مضاداتها.
فإن مهمته الأساسية معرفة حال المدعو .. لا معرفة حكمه، كي يرتب أوراقه ويوجه خطابه.
ولمّا لم يكن من مهمة الداعية الحكم على المدعوين، كان عليه إثم في حكمه، وكان ذلك أكبر إذا أخطأ. { ... فَإِنّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ}[الرعد: ٤٠].
ومن أفضل ما يُسطر هاهنا -نصيحةً للدعاة- القواعد التالية:
الأولى: إذا حكمْتَ سُئِلْتَ، وإذا تَعلّمتَ هُديتَ، وإذا دعوْتَ أجرتَ.
أي: إذا حكمت -أيّ حكم- على أي إنسان، فسوف تُسأل بين يدي الله عز وجل عن حُكمِك.
وأما إذا تعلّمتَ فسوف تهتدي .. وإذا دعوتَ فسوف تُؤجر - بالشروط الدعوية - فشتَّان بين المساءلة بين يدي الله عز وجل، وبين الأجر العظيم.
القاعدة الثانية: نُصحّح ولا نُجرّح.
ينبغي على الداعية أن ينصب همه على تصحيح الأخطاء ومعالجتها .. لا على تجريح الأعيان والتشهير بهم .. وبخاصة إذا كانوا علماء عاملين، أو حكاماً مسلمين، فإن تجريحهم وإن أخطأوا مفض إلى مفاسد عظيمة، وفتن كبيرة، ومشغل عن الأساس (١).
وليكن شعار الداعية:
(١) بعض الناس يظن أن النهي عن التجريح نهي عن النصح، فيرغي ويزبد، ولو أخلص وفهم؛ لما اعترض، فالمنع من التجريح .. لا يعني المنع من النصح.