وأما الجاهل: فإن حكم عليه - وهو لا يعلم حكم ما يخالف فيه- كان الحكم ظلماً إذا لم يبين له، ولم يُعّلم.
ثم إن الجاهل: إذا ما حُكم عليه - وهو لا يعلم- كان ذلك الحكم منفراً له عن الدعوة ... إذ يفاجأ بالحكم عليه بأنه كافر أو فاسق، أو مبتدع، وهو يظن أنه من المهتدين.
وأما التبليغ والبيان، فيدفعه إلى الإنصات، ثم المعرفة، ثم الهداية إن شاءها الله له.
وأما قاسي القلب المعاند: فإن الحكم عليه -في مقام الدعوة- لا يزيده إلا عناداً ونفوراً ..
وأما التعليم فيفتح الله به قلبَه، والتبليغ يخفف من عناده ..
فبهذا الواقع -فضلاً عما سُرد من الأدلة الشرعية- تتبين الحكمة البالغة من هذه القاعدة.
فالحكم لا يزيل جهلاً، ولا يهدي ضالاً، والبلاغ والتعليم هما اللذان يزيلان الجهل، ويهديان الضال بإذن الله .. فهل من معتبر! ! !
والخلاصة: إن على الداعية أن ينشغل بالتعلم والتعليم، والدعوة والتبليغ عن الحكم على الناس ومحاسبتهم، أياً كان هذا الحكم بالكفر، أوالفسق، أوالتبديع.
ففي التعلم والتعليم والدعوة كل خير، وفي الانشغال بالحكم والمحاسبة انحراف عن صراط الأنبياء في الدعوة إلى الله، والله المستعان.
ومن الجدير ذكره هاهنا؛ أن هذه القاعدة لا تعني أن لا أحكام على الناس في الإسلام، وأن الرسل لم يحكموا على المخالفين لهم، بل