للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خطورة الإسهاب والتفصيل عن العدو:

إن الإسهاب والتفصيل بما يكيده الأعداء، له خطورته على المسلمين، ذلك لأن المسلمين ضعفاءُ في إيمانهم، جاهلون بدينهم، ليس لديهم من الحصانة الإيمانية، والمناعة التوكلية، ما يقيهم شرور عدوهم، وليس لديهم من القوة المادية مايؤهلهم للصمود المعنوي في وجه أعدائهم، مما يزيدهم التفصيل وهناً على وهن.

إذ أنّ لسان حال كثير من المسلمين يقول: أنّى لنا الانتصار على الأعداء، ونحن بهذا الضعف، وهم بهذه القوة الهائلة؟ .

لذلك كان من الواجب على الداعية - لرد كيد الأعداء - أن يبدأ بإصلاح حال المسلمين، وأن يسعى لتأهيل المسلمين معنوياً، بإصلاح أحوالهم، وتقوية إيمانهم، ومعالجة أدوائهم، وتثبيت توكلهم على الله عز وجل، وتوحيد كلمتهم، ورص صفوفهم.

فهذا هو الذي ينفعهم ويثبتهم، ويمكّنهم في أرضهم، وينصرهم على عدوهم، وهذه هي عوامل النصر الحقيقية، ولو كان الأعداء على ما كانوا عليه من القوة.

وقد حذر الله من هذا، وذلك حين انهزم المسلمون في أحد، فراح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت في صلاته على الكافرين ويلعنهم، فأنزل الله تعالى قوله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ .. } الآية (١) [آل عمران: ١٢٨]

فكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القنوت عليهم.


(١) رواه البخاري (٤٠٦٩، ٤٠٧٠، ٤٥٥٩، ٧٣٤٦)

<<  <   >  >>