للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقع فيها من الفتن، وهي لا تعلم عن دينها شيئا، أتريدون أن نلقي عليهم الإسلام جملة واحدة حتى ينفروا؟ .. سبحانك! ! ! .

ثالثاً: إن التدرج كان لعلة، فإذا زالت زال، وإذا وجدت وجد.

وعلته: وجود مجتمعات جاهلية تدعى إلى الإسلام.

أو: وجود مسلمين حديثي عهد بجاهلية.

ووجود هذه الأصناف - وهي علة التدرج - ما زالت قائمة، وستبقى إلى يوم القيامة، وببقائها تبقى سنة التدرج، لذلك يشرع في حق هؤلاء التدرج؛ ولو بعد ثبوت الأحكام الشرعية.

فلو قدر أن رجلاً يريد أن يسلم، واستثقل ترك الخمر، فلا مانع أن يسلم، ولو بقي على ذنبه، أو استثقل الحج، فيقال له أسلم، ثم يكون بعد ذلك مايكون، أو إذا أرادت امرأة أن تسلم على أن لا تتحجب، فيقال لها: أسلمي، ولو بقيت سافرة.

وبهذا يتبين خطأ ما فعله بعضهم: عندما أرادت امرأة الإسلام .. قيل لها: إن الإسلام يبيح تعدد الزوجات، فامتنعت عن الإسلام.

ولما أراد رجل أن يسلم، قيل له: إن الإسلام يضرب عنق من ارتد، فلم يسلم.

والحكمة؛ أن يفتح لهم باب الإسلام على ما هم عليه إلا الكفر، ثم يُتدرج معهم في أحكام الدين واحدة تلو الأخرى حتى يثبتوا.

رابعاً: قد تدرج الرسول - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحالات بعد نزول الأحكام، وهذا ما سنفصله في المطلب التالي.

<<  <   >  >>