ثبات المعلومة، والتفاعل مع الحدث، وأوقع في النفس، ولمعرفة حكم الحدث والتصرف حياله تصرفاً سليماً.
ففي حادث الإفك على عائشة رضي الله عنها، نزلت أحكام كثيرة - كما في سورة النور - مما كان له أثر نفسي بالغ على المسلمين - وقتئذ - وهم ينتظرون فَرَجَاً لهذه الفتنة الدهماء.
وانظر إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ماذا صنع؟ مستغلاً مناسبة عيد مرّ بقومه .. فلما طلبوا منه الخروج معهم، اعتذر قائلاً:{إِنّى سَقِيمٌ} ثم {فَرَاغَ إِلَىَءَالِهَتِهِمْ .. } الآيات [الصافات: ٨٩ - ٩١]
وانظر إلى يوسف عليه السلام حين استغل حاجة المسجونين له، ليبلغهم دعوة الله، فقال:{يَصَاحِبىِ السّجْنِءَأَرْبَابٌ مّتّفَرّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ}[يوسف: ٣٩].
وانظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف كان يعظ المسلمين في كل موسم بما يناسبه، فإذا أقبل رمضان أقبل عليهم، يعظهم فيه، ويبين لهم فضائله، وأحكامه، والأدلة أشهر من أن تُدَوَّن.
وإذا حضر موسم الحج واجتمعت الأمة، وعظهم وبلغهم أحكام الله التي تناسبهم، من بقاء هذا الدين وأمميته، فمما قال في موسم حجة الوداع: (( .. إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم. كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع. ودماء الجاهلية موضوعة. وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ... وربا الجاهلية موضوع. وأول رباً أضع رِبَانا رِبَا عمي العباس ... فاتقوا الله في النساء. فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم