والداعية كالطبيب، والمدعوون هم المرضى .. فكما أن الطبيب الصادق لا ينظر إلى أصل المريض ولونه .. ونسبه .. ودينه .. بل يعامل الجميع بصدق، ورفق، واهتمام، وأسلوب حسن.
فكذلك الداعية الحكيم؛ يجب أن يعامل جميع الناس مؤمنهم وكافرهم، بارهم وفاجرهم، كبيرهم وصغيرهم، عزيزهم وصعلوكهم .. معاملة طيبة، وأن يخاطبهم بأسلوب حسن، دون النظر إلى سوابق لهم، أو إلى ما هم عليه من الفجور.
فإن من السلبيات التي تقع في الأسلوب؛ تأثر الداعية بما يكون عليه المدعو من فساد وفجور .. وما يقوم به من ردود فعل تجاه الداعية. الأمر الذي يدفع بعض الدعاة إلى التجاوب مع هذا الاستفزاز، وتغيير أسلوبه، بألفاظ شديدة .. وصوت مرتفع .. وسحنة متجهّمة، إما بغير شعور، وإما ظناً منه أن مثل هؤلاء لا ينفع معهم إلا الشدة، ولا يرتدعون إلا بالغلظة .. وما ذكر هاهنا، وماسيأتي من نصوص تبين - بلا شك - خطأ هذا التصرف.
والمقصود من هذا؛ اهتمام الداعية بأسلوبه، وتركيز المربين والعلماء على إصلاح أساليب الدعاة، لما للأسلوب من أثر كبير في نجاح الداعية، وقبول دعوة الحق.