للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واعتذر هارون لموسى إذ لم يتبعه خشية تفرق بني إسرائيل، فقال: {إِنّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرّقْتَ بَيْنَ بَنِى إِسْرَآئِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى} [طه: ٩٤] وقد كانت هذه - وقتئد - في رأي هارون مصلحة واضحة.

وقد مضت السنة العطرة، بهذا المنهاج المستقيم، بذكر فوائد بعض العبادات:

فمن ذلك؛ قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل به كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ ) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)) (١).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والصيام جُنَّة)) (٢)، أي: وقاية من الشرور، وحفظ من الزلل.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((صيام ثلاثة أيام من كل شهر تذهب وحر الصدر)) (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خمس بخمس) قيل: يا رسول الله، ما خمس بخمس؟ قال: ((ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر، ولا طففوا المكيال إلا حبس عنهم النبات وأخذوا بالسنين)) (٤).


(١) رواه البخاري (٥٢٨)، ومسلم (٦٦٧) واللفظ له.
(٢) رواه البخاري (١٨٩٤)، ومسلم (١١٥١).
(٣) سبق تخريجه ص (٢٣٧).
(٤) رواه الطبراني في الكبير (١١/ ٤٥)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٢٤٢)، وفي صحيح الترغيب والترهيب (٧٦٥).

<<  <   >  >>