للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبدل أن يقول: لا يجوز للمسلم أن يُدخّن.

أو: يحرُم انتهاك حُرمات الله في رمضان.

يقول الداعية: أيليق بالمسلم أن يُدخّن .. ؟ ! ؟ .

أو: أيجوز انتهاك حُرمات الله .. وفي رمضان .. ؟ ! ! .

وبدل أن يقول: ستلقى الله على هذه الحال الآثمة

أو ستكون سيئاتكم تغلب حسناتكم.

يقول: كيف سنلقَى ربنا، ونحن على هذه الحال؟ ! ؟

أو: هل ستكون حسناتنا أرجح من سيئاتنا؟ !

وبدل أن يقول: أنتم لا تحبون الله ورسوله.

أو: يجب أن تحبوا الله ورسوله.

يقول: ألا تحبون الله ورسوله؟ ! !

أو: هل يفعل هذه المخالفة من يحب الله ورسوله؟ ! ؟ .

أو يقول: لعلنا نتوب إلى الله .. أو: أرأيتم لو تبنا إلى الله .. وهكذا.

وانظر - رحمك الله - إلى قول إبراهيم عليه السلام لأبيه الكافر بعد أن استنفذ كافة أساليب الخطاب الدعوي؛ من استفهامات وترجي، وإثارة للعاطفة والعقل .. قال مرهباً بأسلوب مفعوم بالشفقة والخوف عليه: {قال يَأَبَتِ إِنّى أَخَافُ أَن يَمَسّكَ عَذَابٌ مّنَ الرّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشّيْطَانِ وَلِيّاً} [مريم: ٤٥]، فانظر إلى كلمة (أخاف) و (يمسك) اللتين تقطران شفافية وتخوفاً، ومثله قول أخيه هود عليه الصلاة والسلام لقومه الذين أذاقوه ما أذاقوه من صنوف الأذى: {إِنّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: ١٣٥]

<<  <   >  >>