للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمر الله تعالى: باستخدام الوسائل الممكنة في الجهاد في سبيل الله، بقوله: {وَأَعِدّوا لَهُمْ مّا اسْتَطَعْتُمْ مّن قُوّةٍ .. } الآية [الأنفال: ٦٠].

وهذا يعني: وجوب تطوير السلاح، بما يتناسب وكل حال، لأن الله أطلق الأمر، ولم يقيده، وأناطه بالاستطاعة، وما دام المسلمون يستطيعون التطوير، فهو واجب عليهم.

وقال تعالى: {وَعَلَىَ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ} [الحج: ٢٧]، والضامر: هو الدابة المجهزة للسفر (١).

ففي هذا؛ إشارة واضحة إلى تجهيز الوسيلة، والاهتمام بها.

بل جعل عليها أجراً، كما سبق بيانه في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الخيل لثلاثة: لرجل أجر .. ولرجل سِتر .. ولرجل وِزر، وأما التي هي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله، لأهل الإسلام في مرجٍ وروضة، فما أكلت من ذلك المرج، أو الروضة من شيء، إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات، وكتب له عدد أرواثها، وأبوالها حسنات، ولا تقطع طولها، فاستنت شرفاً أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها، وأرواثها حسنات، ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه، ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله له عدد ما شربت حسنات ... )) (٢).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة)) (٣).


(١) اللسان، الوسيط مادة: (ضمر).
(٢) رواه البخاري (٢٣٧١)، ومسلم (٩٨٧)، واللفظ له، ومعنى: استنت: جرت، والشرف: - بفتح الشين والراء - المكان العالي من الأرض كالهضاب والتلول، راجع شرح مسلم للنووي (٧/ ٦٧).
(٣) رواه البخاري (٢٨٥٠)، ومسلم (١٨٧٣).

<<  <   >  >>