من الحكمة بمكان؛ أن يتسم الطرح عبر وسائل الإعلام العامة كالإذاعات والفضائيات، والصحف، بما يلي:
أولاً: أن تطرح الموضوعات العامة، التي تخص الأمة، وتشغل بالها، وتعالج الأدواء التي تعاني منها، من جهل وضعف في الإيمان.
ثانياً: تُجنب الموضوعات الفرعية، والتي هي من شأن الخاصة، كدقائق العقيدة، وأصول الفقه، ومصطلح الحديث، وبعض علوم الآلة، أو التي تفرق الأمة بغير حق، أو تحدث الفتن العلمية، أو الواقعية.
وأما ما يطرح عبر بعض الإذاعات من موضوعات العقيدة الفرعية والمعقدة لدى العامة، مثل بحث هل (الاسم هو المسمى)، وخلاف العلماء في (تفاوت المعرفة)، وما شابه ذلك، مما لا يفهمه عموم الناس، ولا يهمهم ذلك، ولا يلزمهم، فليس بمناسب من حيث الأولويات.
ثالثاً: على الداعية أن يراعي ما مر سابقاً، في باب حسن الأسلوب؛ من بساطة الطرح، وسهولة التعبير، ولو أدى ذلك إلى التكلم بلغة الناس العامية (الدارجة) عند الحاجة، وأن يبتعد عن الأسلوب ((الأرسطوي)) الفلسفي، والإلقائي الرتيب الممل، فإن ذلك لاينفع المستمعين.
فإن من المستمعين؛ المرأةَ والرجلَ، والصغيرَ والكبيرَ، والعامي والمثقف، والحضري والبدوي.
وأن لا يغفل عن ضرب الأمثلة المبينة، والقصص المعبرة، وما شابه ذلك مما ذكر في باب الأسلوب الحسن.