للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هل ما تزال المباهلة مشروعة؟ :

المباهلة مشروعة في الكتاب والسنة كما سبق بيانه، وإذا شرع أمر في الكتاب والسنة، فلا يقبل دعوى نسخه، أو تخصيصه، إلا بدليل قطعي، لا بالظن والاجتهاد ..

ودعوى بعضهم أنها خاصة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - دعوى مردودة، لأن الأمر للنبي أمر للأمة، ما لم يأت دليل يمنعه، وليس ثمة دليل مانع على هذه الدعوى.

قال ابن القيم: ((وقد أمر الله سبحانه بذلك- أي بالمباهلة- رسوله ولم يقل: إن ذلك ليس لأمتك من بعدك .. )) (١).

وقد تتابع المسلمون على استخدام هذه الوسيلة، مما يؤكد بقاء مشروعيتها.

وقد دعا إلى المباهلة ابن عباس، والأوزاعي، والعسقلاني، وغيرهم (٢).


(١) زاد المعاد (٣/ ٦٤٣).
(٢) راجع زاد المعاد (٣/ ٦٤٣)، وفتح الباري (٨/ ٩٥).

ومن غريب ما وقع من المباهلة أن الحافظ العسقلاني أمير أهل الحديث، وشارح صحيح البخاري، قد باهل أحد محبي محيي الدين بن عربي على أنه ضالٌ، فأصابت المباهلة الرجل فمات، راجع (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي) للعلامة برهان الدين البقاعي ص (١٤٩ - ١٤٨)، و (شرح قصيدة ابن القيم) لأحمد بن إبرهيم بن عيسى (١/ ١٧٢ - ١٧٣).

<<  <   >  >>