فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم)). (١)
وقد وُجد في الصحابة من وقع في الذنوب، وهم بشهادة القرآن خير أمة أخرجت للناس.
وإذا كان بعض الأنبياء وقع في هفوة، كآدم عليه الصلاة والسلام، أفنطلب من أبنائه أن يكونوا معصومين؟ .. بل يقع منهم هفوات .. بل بليات.
إن محاسبة الناس على التقصير عن الكمال، جر على المسلمين عبر تاريخهم ويلات كثيرة، ومصائب جسيمة .. من نقض البيعات، إلى اتهام العلماء، وتكفير الناس، بل وقتلهم .. وما واقعنا اليوم عن ذلك ببعيد.
إن الانطلاق من تصور صحيح واقعي لأحوال الناس وظروفهم، ومعرفة صحيحة لما يريده الله منهم، يجعل المسلم بعامة، والداعية بخاصة موفقاً في خطابه، مُثمراً في دعوته.
وليس ثمة مانع من أن يسعى الدعاة إلى طلب الكمال المشروع، والمعقول، ولكن عليهم أن يغضوا الطرف عن المحاسبة عن الكمال.