للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحمر النعم: ((هي الإبل النفيسة)). (١)

قال العسقلاني: ((قيل: المراد خير لَكَ مِنْ أن تكون لك فتتصدق بها، وقيل: تقتنيها وتملكها .. )). (٢)

وقد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما للداعية من أجر عظيم، وثواب دائم، ونماء في أجره، وتعاظم في ثوابه، مادام أثر دعوته قائمًا، ونفعها جاريًا.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ... )) (٣) الحديث.

فكل دعوة يقوم بها الداعي يؤجر عليها، وإن لم يستجب المدعوون، فإن استجاب المدعوون، كان للداعي أجر بكل عمل يقوم به المدعو، مهما كان عدد المدعوين، ولو بلغ ألوفاً مؤلفة، ودهوراً مديدة، ولا يُنقص ذلك من أجر المدعوين شيئا.

فأي منزلة أعظم من هذا؟ ! ؟ وأي ثواب أكبر من هذا؟ ! ؟ وأي عمل أنفع من هذا .. ؟ ! ! إن مِثْل هذا الفضل العظيم قلما يوجد في أمر من أمور الإسلام، كما وجد في الدعوة إلى الله عز وجل.


(١) شرح مسلم للنووي (١٥/ ١٨٩).
(٢) فتح الباري (٧/ ٤٧٨).
(٣) رواه مسلم (٢٦٧٤).

<<  <   >  >>