للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفوق هذه الحياة الطيبة في الدنيا، فإن للمستجيبين الحياة الأطيب، والسعادة الأكبر في الآخرة.

هذا هو الهدف الأول والأسمى للدعوة إلى الله تعالى في الدنيا والآخرة.

وليس هدفها إفساد البلاد، وتقتيل العباد، والتشديد عليهم .. وما أراد الله من الخلق إلا أن يعرفوه، وأن يعرفوا حقوقه فيعبدوه، وأن يعلموا ما لهم من الأجر إذا هم فعلوا ذلك {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ * مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ .. } الآية. [الذاريات: ٥٦]

ومعرفة الخالق لا تعني مجرد الإيمان بوجوده، بل لابد من العلم به وبحقوقه، والالتزام بما يريده في كتبه، وعلى ألسنة رسله، في طاعته فيما يأمر، والانتهاء عما ينهى عنه.

وأن يؤمن بأن ثمة حساباً عن كل صغيرة وكبيرة، وكل قول وعمل، ثم الجزاء الأوفى، بما أعد الله للطائعين من كرامة وجنان، وما أعد للعاصين من خزي ونيران.

وأما مجرد أن يقول المرء: آمنت بأن الله موجود، ولا يتبع الرسل، أو يؤمن ببعض ويكفر ببعض، ولا يبالي بما يأمر الله به، ولا بما ينهى عنه، ولا يحسب ليوم الحساب حسابه، ولا يعد للجنة أسبابها. ولا يتجنب أعمال أهل النار وسبلها، فهذا إيمان لا ينفع، ودعوى لا تقبل.

{يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِي نَزّلَ عَلَىَ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذِيَ أَنَزلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الاخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلالاً بَعِيداً} [النساء: ١٣٦]

<<  <   >  >>