للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤٥ - سألتَ عن حديثٍ ذُكر فيه في تفسير قول الله جلّ وعزّ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (١) وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (٢)؟ .

• قال: جعله في آذِيّ الرجال، أحسبه يريد بآذيّ الرجال، إن كانت الرواية على ما ذكرت، نطف الرجال في أصلابهم كأنه يقال للكثير من الماء والسيل: آذيّ وللقليل من الماء: آذيّ (٣) كما يقال للماء الكثير: نطفة، وللبحر نطفة، ويقال للماء القليل أيضًا: نطفة (٤)، وهو من الأضداد (٥). قال النابغة (٦):

فما الفراتُ إذا جاشت غوارِبُهُ ... يرمي أواذيُّهُ العِبْرينِ بالزبدِ (٧)


(١) في الأصل "ذريّاتهم". انظر السبعة لابن مجاهد ص ٢٩٨.
(٢) سورة الأعراف الآية ١٧٢.
(٣) انظر القرطبي ٧/ ٣١٤ واللسان والتاج (أذي).
(٤) انظر اللسان والتاج (نطف).
(٥) لم نجدها في كتب الأضداد التي بين أيدينا.
(٦) هو أبو أمامة الذبياني الغطفاني المضري، زياد بن معاوية بن ضباب: شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. من أهل الحجاز. كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ، فتقصده الشعراء، فتعرض عليه أشعارها. عاش عمرًا طويلًا. توفي نحو سنة ١٨ ق. هـ. الأعلام ٣/ ٥٤.
(٧) البيت للنابغة. انظر ديوانه تحقيق الدكتور شكري فيصل ص ٢٢ وقال أبو عُبيدة: جاشت: فارت كما تجيش القدر بالغليان، وكما تجيش المعدة إذا ارتفع طعامها. وَغَوَارِبُه: أعرافه وأعاليه، يعني: أمواجه، والواحد غَارِب، وغَارِبُ كُلِّ شيءٍ: ما ارتفع مِنْه.

<<  <   >  >>