للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩٥ - سألتَ عن قولِ اللهِ جلَّ وعزَّ: {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} (١) وقلتَ: ما مقام الله؟ .

• والمقام هاهنا ليس لله تبارك وتعالى وإنّما هو مَقامُ العبيدِ للحسابِ بينَ يَدَيْهِ وكذلك قولُهُ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (٢) فأضاف مقامَ العبيد إليه إذ كان بينَ يَدَيهِ ومثلُهُ أو نَحْوُهُ قولُهُ: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ} (٣). يُريدُ لا عِوَجَ لَهُمْ عَنْهُ، فجعلَ العِوَجَ لَهُ إذْ كانَ العِوَجُ لَهُمْ عنهُ. ونحوُهُ قولُهُ: {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ} (٤). يُريدُ الآلهةَ التي جعلتموها لي شركاءَ فَنَسَبَها إِليهِمْ لِمَا ادَّعَوْهُ لها من شِرْكَتِه، ومما يَزيدُ في وُضوحِ هذا قولُهُ: {أَينَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} (٥).


(١) الآية ١٤ من سورة إبراهيم.
(٢) الأية ٤٦ من سورة الرحمن.
(٣) الآية ١٠٨ من سورة طه.
(٤) الآية ١٩٥ من سورة الأعراف.
(٥) الأية ٦٢ من سورة القصص، والآية ٧٤ من سورة القصص.

<<  <   >  >>