للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨١ - سألتَ عن قولِ اللهِ جَلَّ وعَزَّ في يونس: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ} (١) وقَوْلِهِ في موضِعٍ آخَرَ {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} (٢) وقلتَ: هذا خِلافُ الأوَّلِ؛ لأنّهُ ذَكَرَ في الكلامِ الأوَّلِ أنَّهُ نَبَذَهُ بالعَراء، وهو سَقيم، وقال في الكلام الثاني: {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} وهذا يَدُلُّ على أنه لم يُنْبَذْ بالعَراءِ؟ .

• وليس الأمرُ كما تَوَهَّمتَ، ولا بينَ الكلامينِ اختلاف كما ذكرتَ؛ لأنه أراد لولا أنا تبنا عليه، ورحمناه لنبذناه، حين نبذناه، بالعَراءِ مذمومًا أي على حالتِهِ الأولى لم نَتُبْ عليه. ويَدُلُّكَ على ذلك قولُهُ بعد مذموم: {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} أي تاب عليه (٣).


(١) سورة الصافات الآية ١٤٥.
(٢) سورة القلم الآية ٤٩.
(٣) انظر القرطبي ١٢٨/ ١٥، والقرطبي أيضًا ١٨/ ٢٥٣.

<<  <   >  >>