للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أَنْفِهِ كما يَخْرُجُ مِنْ حَلْقِ الساعِلِ بالسُّعال، فأمر المُصَلِّيَ أنْ يَتَلَقَّى ذلك بثوبِهِ. قال الشاعر (١):

فَلَوْ أنَّني كُنْتُ السليمَ لَعُدْتَني .. سَريعًا ولم تَحبِسْكَ عَنِّي الكوادِسُ (٢)

يُريدُ: العواطسَ. وكانت العَرَبُ تَتَطَّيُر من السُّعالِ إذا سَمِعَهُ الغادي منهم فَيَرْجِعُ، ولذلك قال امرؤُ القيسِ:

وقد اغْتَدي قَبْلَ العُطاسِ بِهَيكَلٍ ... شَديدِ مشَكِّ الجَنْبِ فَعْمِ المُنَطَّقِ (٣)

يقول: أَعْدو قبلَ أنْ يَسْتَيقِظَ النائمونَ، فَيَعْطُسَ منهم أَحَدٌ، فَأَحْتاجَ إلى أن أَتَطَيَّرَ من ذلك، أو أرجِعَ.


(١) الشاعر هو أبو ذؤيب، خويلد بن خالد بن محرِّث، من بني هذيل بن مدركة، من مضر: شاعر فحل، مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام. وسكن المدينة. واشترك في الغزو والفتوح. وعاش إلى أيام عثمان. مات بمصر نحو سنة ٢٧ هـ. الأعلام ٢/ ٦٥٣.
(٢) البيت لأبي ذؤيب كما في ديوان الهذليين ١/ ١٦٠، وشرح شعر الهذليين ١/ ٢١٧ وانظر اللسان والتاج (كدس).
السليم: اللديغ - الكوادس: الطيرة. وأصله العطاس.
والكوادس: ما يُتطير منه مثل الفأل والعطاس ونحوه، والكادس كذلك. وكدس يكدس كدسًا تطير. اللسان (كدس).
(٣) البيت لامرئ القيس كما في ديوانه ١٧٢، وانظر اللسان (عطس). الهيكل: الفرس الضخم المرتفع. شديد مشك الجنب: شديد مفرز الجنب في الصلب. فعم المنطّق: ممتلئ الجوف.

<<  <   >  >>