للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥٣ - سألتَ عن حديثٍ ذُكِرَ فيه "قال عبدُ اللهِ بن أبي حَدْرَدٍ (١): فإذا بِرَجُلٍ طَويلٍ، وقد جَرَّدَ سَيْفَهُ صَلْتًا، وهو يَمْشي القَهْقَرى، ويقولُ: يا مُسْلِمُ هَلُمَّ إلى الجَنَّة، يَتَهَكَّمُ بِنا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ مُسْتَقْتِلٌ" (٢)؟ .

• وقوله: يَتَهَكَّمُ بِنا أي يَسْتَحْقِرُ بنا وَيسْتَهْزِيءُ، أُصْلُ التَّهَكُّمِ الكِبْرُ، يُقالُ: رَجُلٌ مُتَهَكِّمٌ إذا كانَ شامِخًا بأَنْفِهِ مُتَكَبِّرًا (٣)، ومِثْلُهُ قَوْلُ سُكَيْنَةَ بنتِ الحُسَيْنِ (٤) لهِشامٍ (٥): "يا أحولُ (٦)


(١) هو عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، واسم أبي حَدْرَد سلامة بن عُمَير بن أبي سلامة بن سعد بن مُسَاب. له صحبة، يكنى أبا محمد، توفي سنة ٧١ هـ. أسد الغابة ٣/ ٢١٠، ومختصر تاريخ دمشق ١٢/ ١٠٠.
(٢) الفائق ٤/ ١٠٨، والنهاية ٥/ ٢٦٨، واللسان والتاج (هكم).
وفي اللسان (هكم): "التهكّم: الاستهزاء. وفي حديث عبد الله بن حَدْرَدٍ وهو يمشي القهقرى ويقول: هلم إلى الجنة، يتهكم بنا.
وقول سكينة لهشام: يا أحول: لقد أصبحت تَتَهَكَّم بنا".
(٣) انظر اللسان والتاج (هكم).
(٤) هي سكينة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب: نبيلة شاعرة كريمة، من أجمل النساء وأطيبهن نفسًا. كانت سيدة نساء عصرها، تجالس الأجلة من قريش، وتجمع إليها الشعراء فيجلسون بحيث تراهم ولا يرونها، وتسمع كلامهم فتفاضل بينهم وتناقشهم وتجيزهم. كانت إقامتها ووفاتها بالمدينة سنة ١١٧ هـ. وفيات الأعيان ١/ ٢١١، والأعلام ٣/ ١٠٦.
(٥) هو هشام بن عبد الملك بن مروان: من ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد في دمشق، وبويع فيها بعد وفاة أخيه يزيد (سنة ١٠٥ هـ). توفي سنة ١٢٥ هـ. الأعلام ٨/ ٨٦.
(٦) في الأصل: "حول"، وهو وهم. انظر الحاشية (٢) السابقة.

<<  <   >  >>