للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥١ - سألتَ عن قول الحَسَن (١): "يا بن آدمَ إن دين الله ليس بالتّحلي، ولا بالتّمني، ولكنه ما وَقَرَ في القلب، وَصَدَّقَتْهُ الأعمالُ" (٢)؟ .

• التحليّ هو من قولك: حَلِيَ فلانٌ بعيني إذا حَسُنَ لك ظاهرُه. وأصْلُهُ من الحِلْيَة، لا من الحَلاوَةِ. تقول: تحلَى الرجلُ بأحسن ما قَدَرَ عليه (٣). والتمنّي: التلاوة، والرواية، وهما شيء واحد (٤) قال الله جل وعز: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ (٥) مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} (٦).

يريدُ إذا تلا القرآن أَلْقى في تلاوتِه، فينسخُ اللهُ ما يُلقي الشيطانُ أي يُبْطِلُهُ


(١) هو أبو سعيد البَصْري، الحسن بن يسار: تابعي، كان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه. وهو أحد العلماء الفقهاء والفصحاء الشجعان النساك. ولد بالمدينة، وشبَّ في كنف علي بن أبي طالب، واستكتبه الربيع بن زياد والي خراسان في عهد معاوية، وسكن البصرة وتوفي بها سنة ١١٠ هـ.
السير ٤/ ٥٦٣، والأعلام ٢/ ٢٢٦.
(٢) القرطبي ١٠/ ٦٠، وكتاب الإيمان لابن أبي شيبة ص ٣١، وكتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي ص ١٧٧، والفتح الكبير للسيوطي ٣/ ٥٧. عن ابن النجار عن أنس.
وانظر الفائق ٣/ ٣٩١، والنهاية ٤/ ٣٦٧.
(٣) في اللسان (حلا): "حلا الشيء في فمي يحلو حلاوة. وحلي بعيني كأنها مُشْتَقَّةٌ من الحلي الملبوس؛ لأنه حسن في عينك كحسن الحَلْي، وتحلّى بالحلي: تزيّن".
(٤) التمنّي: التلاوة والقراءة. وتمنّى إذا تلا القرآن وقرأه. اللسان (مني). وانظر القرطبي ١٢/ ٧٩، والمسألة ٨٢ من هذا الكتاب.
(٥) في الأصل: "قبلك بدون من".
(٦) سورة الحج الآية ٥٢ وانظر القرطبي ١٢/ ٧٩.

<<  <   >  >>