للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٧٤ - سألتَ عن حديثٍ ذُكِرَ فيه: "أَنَّ الكعبةَ كانَتْ تَفِيْءُ على دارِ فُلانٍ بالغَدَواتِ وتَفِيْءُ هي على الكَعْبَةِ بالعَشِيِّ وكان يُقال لها: رَضِيْعَةُ الكَعْبَةِ فقال عُمَرُ إنّ دارَكُمْ هذه قد ضَبَنَتِ الْكَعْبَةَ ولا بُدَّ لي من هَدْمِها" (١)؟ .

• قَولهُ: قد ضَبَنَتِ الْكَعْبَةَ، أي جَعَلَتْها في ضِبْنِها، والضِّبْنُ من الإِنسانِ ما بينَ الإِبْطِ والكَشْحِ (٢)، يُقالُ: اضْطَنَبْتُ كذا إذا حَمَلْتَهُ في ضِنْبِكَ (٣)، ومنه قيل لِحَشَمِ الرَّجُلِ: ضبِنَتُهُ (٤)؛ لأَنّهُ كأَنَّهُ حَمَلَهُمْ في ضِنْبِهِ فَأَرادَ عُمَرُ أَنَّ هذهِ الدارَ لما جَعَلَتِ الكَعْبَةَ في فَيْئِها بالعَشِيِّ كأَنّها ضَبَنَتْها كما يَضْبِنُ الإِنْسانُ ما يَحْمِلُهُ في ضِبْنِهِ (٥).


(١) الفائق ٢/ ٣٢٨، وغريب ابن الجوزي ٢/ ٦، والنهاية ٣/ ٧٤ واللسان والتاج (ضبن).
وفي اللسان (ضبن): "وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: أن الكعبة تفيء على دار فلان بالغداة وتفيء على الكعبة بالعشيّ، وكان يقال لها رضيعة الكعبة، فقاد: إن داركم قد ضبنت الكعبة ولا بد لي من هدمها أي أنها لما صارت الكعبة في فيئها بالعشيّ كانت كأنها قد ضبنتها كما يحمل الإِنسان الشيء في ضِبْنة".
الكلام نفسه في اللسان.
(٢) الضِّبْنُ: الإِبط وما يليه، وقيل: ما بين الإِبط والكشح، وقيل: ما بين الخاصرة ورأس الورك، وقيل: أعلى الجنب. اللسان (ضبن).
(٣) اضطبن الشيء: حمله في ضبنه أو عليه، وربما أخذه بيده فرفعه إلى فويق سُرَّتِهِ. اللسان (ضبن).
(٤) ضَبِنَةُ الرجل: حَشَمُهُ. اللسان (ضبن).
(٥) انظر اللسان (ضبن) فالكلام نفسه.

<<  <   >  >>