للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• أمّا قَوْلُهُ: بَقَى فهو بِمعْنَى بَقِيَ وهي لُغَةٌ (١)، قال زَيْدُ الخَيْلِ (٢):

........................... ... لَقَاْرَعْتُ كَعْبًا ما بَقِيْتُ وما بَقَا (٣)

وأَمَّا قَوْلُهُ: قَدْ أَفْقَرَ بَعْدَ مَسْلَمَةَ الصَّيْدُ لِمَنْ رَمَى، فإنَّهُ يُريدُ قد أَمْكَنَ الرَّمْيُ لمن أَرادَ رَمْيَ الإِسْلامِ بَعْدَهُ، يُقالُ: أَفْقَرَكَ الصَّيْدُ فارْمِ: أَيْ أَمْكَنَكَ لِقُرْبِهِ مِنْكَ ورَمَاهُ عن فَقْرَةٍ أَيْ عن إِمْكانٍ (٤). وكانَ مَسْلَمَةُ صاحِبَ غَزْوٍ وحُروب، فَلَمّا ماتَ وَهَت الثُّغُورُ، وأَمْكَنَ مَنْ أَرادَ حَرْبَ (٥) الثُّغورِ لِضَعْفِ أَمْرِها بَعْدَ مَسْلَمَةَ، وإنّه حَثَّ هِشامًا على تَقْوِيَةِ أَهْلِ الثُّغورِ على الغَزْوِ.


(١) وبَقَى بقيًا. لغة بلحارث بن كعب. ولغة طيء بَقَى يَبْقَى وكذلك لغتهم في كل ياء انكسر ما قبلها، يجعلونها ألفًا نحو بقى ورَضى وفَنَى.
(٢) هو أبو مُكنف الطائي، زيد بن مهلهل بن منهب بن عبد رضا: من أبطال الجاهلية. لقب "زيد الخيل" لكثرة خيله، أو لكثرة طراده بها. كان طويلًا جسيمًا، من أجمل الناس. وكان شاعرًا محسنًا، وخطيبًا لسنًا، موصوفًا بالكرم. وله مهاجاة مع كعب بن زهير. أدرك الإِسلام، ووفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة ٩ هـ، في وفد طيء، فأسلم وسر به رسول الله، وسماه "زيد الخير" مات سنة ٩ هـ. الشعر والشعراء ٩٥، والأعلام ٣/ ٦١.
(٣) البيت لزيد الخيل كما في ديوانه ص ٦٧ وانظر تخريج البيت فيه ص ٦٨.
(٤) انظر الحاشية (٤) في الصفحة السابقة.
(٥) غير واضحة تمامًا في المخطوط وربما قرئت حيف أو تخريب والله أعلم.

<<  <   >  >>