للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦٧ - جَوابُ كتابِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلَ هَرَاةَ (١)؟ .

• قَدْ قرأتُ الكتابَ الذي ذَكَرْتَ فيه أنَّ خالدَ بنَ يَزيدَ الرازيَّ (٢) كَتَبَ بِهِ إليكَ، فيما أَنْكَرَهُ على أبي عُبَيدٍ القاسمِ بنِ سَلَّامٍ، رَحِمَة الله، في تفسيرِ "التحيّات للهِ" وَكَتَبْتَ أَنَّكَ أَحْبَبْتَ أَنْ تَعْلَمَ ما عندي في ذلك، وَقَدْ تَدَبَّرْتُ هذا الكِتابَ، وَأجَبْتُ بما حَضَرَني فيهِ.

قلتُ: ذَكَرَ خالدُ بن يَزيدَ أَنَّ أبا عُبَيدٍ رَوَى عَنْ أبي عمرٍو والشيبانيِّ (٣) في تَفْسيرِ "التحِيّات للهِ"، أَنَّها الملْكُ للهِ (٤)، واحْتَجَّ بِقَوْلِ زُهيرِ بنِ جَنَابٍ (٥):

مِنْ كُلِّ ما نالَ الفَتَى ... قَدْ نِلْتة إلّا التّحِيَّهْ (٦)


(١) هراة: وهي مدينة عظيمة مشهورة من أُمهات مدن خراسان، وهراة اليوم تقع في القسم الشمالي الغربي من أفغانستان وينسب إليها خلق كثير من الأَئمة والعلماءِ في كل فن.
(٢) نسبة إلى الرَّيّ على غير قياس.
(٣) - سبقت ترجمته.
(٤) انظر غريب الحديث لأبي عبيد الهروي ١/ ١١١ وفيه: قال أبو عبيد في حديثه عليه السلام في التحيات لله ... والنص منقول حرفيًّا من غريب الحديث.
(٥) هو زهير بن جناب بن هبل الكلبي، من بني كنانة بن بكر، خطيب قضاعة وسيدها وشاعرها وبطلها ووافدها إلى الملوك، في الجاهلية. كان يدعى (الكاهن) لصحة رأيه، وعاش طويلًا. وهو أحد الذين شربوا الخمر صرفًا حتى ماتوا وهو من أهل اليمن. قيل: إن وقائعه تناهز المائتين. توفي نحو سنة ٦٠ ق هـ. الأعلام ٣/ ٥١.
(٦) البيت لزهير بن جناب كما في اللسان والتاج (حيي) وغريب الحديث لأبي عبيد =

<<  <   >  >>