للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٣٣ - سألتَ عن حديثِ الأحْوَصِ بنِ حَكيمٍ (١) عن أَبِي عَوْنٍ (٢) عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ (٣) عن النبيّ عليه السلامُ: "قِلَّةُ الحَياءِ كُفْرٌ"؟ .

• والذي عندي في ذلك أنّ الحياءَ رُبَّما قَطَعَ عن المعاصي كما يَقْطَعُ الإِيمانُ فصارَ شُعْبَةً منه ولذلك قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديثٍ لأَنَسٍ (٤): "الحياءُ شعبةٌ من الإِيمانِ" (٥) وإذا كان الحياءُ من الإِيمانِ كانَ قِلَّةُ الحياءِ من الكُفْرِ هذا على


(١) هو أحوص بن حكيم بن عمير، العنسي، ويقال: الهمذاني، قيل: إنه دمشقي والصحيح أَنَّهُ حمصي: محدث ثقة، كان ورعًا عابدًا زاهدًا، توفي بعد سنة ١٦٨ هـ.
مختصر تاريخ دمشق ٤/ ٢٠٧، وتهذيب التهذيب ١/ ١٩٢.
(٢) هو أَبُو عون الثقفي الكوفي الأعور، مُحَمَّد بن عبيد الله بن سَعِيد: محدثٌ من الثقات، وذكره ابن حبّان في الثقات. مات سنة ١١٦ هـ.
ثقات العجلي ٤٠٩، وتهذيب التهذيب ٩/ ٣٢٢.
(٣) هو أَبُو مُحَمَّد، سَعِيد بن المسيّب بن حَزْن بن أبي وهب المخزومي القرشي: سيد التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، جمع بين الحديث والفقه والزهد والورع، وكان يعيش من التجارة بالزيت، لا يأخذ عطاءً وكان أحفظ النّاس لأحكام عمر بن الخطاب وأقضيته، حَتَّى سُمي رواية عمر، توفي بالمدينة سنة ٩٤ هـ.
وفيات الأعيان ٢/ ٣٧٥ والأعلام ٣/ ١٠٢، وانظر الحديث في "مكارم الأخلاق" لابن أَبِي الدنيا ص ١٨.
(٤) سبقت ترجمته.
(٥) رواه الترمذي رقم ٢٠٢٨ في البر والصلة و ٢٦١٨ في الإيمان، والبخاري ١/ ٦٩ في الإيمان، باب الحياء من الإيمان، وفي الأدب، باب الحياء. ومسلم رقم ٣٦ في الإِيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان، والموطأ ٢/ ٩٠٥ في حسن الخلق، باب مَا جَاءَ في الحياء. باب مَا جَاءَ أن الحياء من الإيمان وأبو داود رقم ٤٧٩٥ في الأدب، باب في =

<<  <   >  >>