للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٣٩ - سألتَ عن الحديث: "أن النَّبِيَّ عليه السلامُ وأبا بَكْرٍ وعُمَرَ كانوا يمشونَ أمامَ الجَنازَةِ" (١) وفي حديثٍ آخَرَ: "أن الجنازَةَ متبوعَةٌ، وليست بِتابِعَةٍ" (٢)؟ .

• والذي عندي أن النَّبِيَّ عليه السلامُ وأبا بَكْرٍ وعُمَرَ كانوا يَمْشونَ أمامَ الجنازَةِ إِذَا كان وراءَها قَوْمٌ يَتْبَعونَها، فَيَكونُ بَعْضُ المُشَيِّعِيْنَ وراءَها، ويكون بَعْضهُمْ أمامَها، ولو لم يَكُنْ وراءَها قَوْمٌ ما جاز أنْ يَتَقدَّمَها الجميعُ؛ فتكونَ وراءَهُمْ، لإِجماعِ النَّاس على "تَبِعْنا الجنازَةَ" "والجَنازَةُ مَتْبوعَةٌ". وَلَا يجوزُ أنْ يُقالَ تبعناها وهم لها مُتَقَدِّمونَ.

ويُوَضّحُ هذا حديثُ السهميِّ (٣) ..................


(١) رواه الترمذي رقم ١٠٠٧ في الجنائز، باب مَا جَاءَ في المشي أمام الجَنَازَة، وأبو داود رقم ٣١٧٩ في الجنائز، باب المشي أمام الجَنَازَة، باب مكان الماشي من الجَنَازَة، وهو حَدِيث حسن بشواهده.
(٢) رواه الترمذي رقم ١٠١١ في الجنائز، باب المشي خلف الجَنَازَة، وأبو داود رقم ٣١٨٤ في الجنائز، باب الإِسراع بالجِنازَة، وإسناده ضعيف.
(٣) السهمي: هو أَبُو وهب السَّهميُّ الباهليُّ البصري، عبد الله بن بكر بن حبيب: الحافظ الحجَّةُ، نزيل بغداد. مولده في خلافة هِشام بن عبد الملك. سمع أباه بكر بن حبيب شيخ العربية، وحُميدًا الطويل، وابن عونٍ، وسعيد بن أَبِي عَروبة، وطبقتهم. حدَّث عنه: علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أَبِي شيبة وغيرهم. وثقهُ أحمد بن حنبل وجماعة. توفي سنة ٢٠٨ هـ. السير ٩/ ٤٥٠.

<<  <   >  >>