للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن حُمَيْدٍ (١) قالَ: "سُئِلَ أَنَسٌ (٢) عن اتِّباعِ الجنائِزِ فقالَ: أنتم مُشَيِّعونَ فمِنْ بينِ يَدَيْها ومن خَلْفِها وعَنْ يمينِها وعن شمالِها" (٣).

فإنْ قالَ قائِلٌ: فإنّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يَمْشي أمامَ الجَنازَةِ فلأنَّهُ كان يمشي أمامَها ووراءَها قَوْمٌ. وكان عُمَرُ يَقْدُمُ النَّاسَ أمامَ جَنازةِ زَيْنَبَ ليَجْعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فيكونَ للجنازَةِ خَلْفٌ وسَلَفٌ (٤).


(١) هو حُمَيْد بن أَبِي حُمَيْد الطويل، أَبُو عبيدة الخُزَاعيّ البصريّ: تابعي، من أهل الحديث. مات وهو قائم يصلي. كان أبوه مولى لطلحة الطلحات. واختلفوا في اسمه ورجح الذهبي أَنَّهُ "تَيْرَويه" توفي في سنة ١٤٢ هـ.
السير ٦/ ١٦٣ والأعلام ٢/ ٢٨٣.
(٢) هو أَبُو ثمامة البخاري الخزرجي الأنصاري، أنس بن مالك بن النَّضْرِ بن ضمضم: صاحب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخادمه. روى عنه رجال الحديث ٢٢٨٦ حديثًا. مولده بالمدينة وأسلم صغيرًا وخدم النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى أن قبض. ثم رحل إِلَى دمشق، ومنها إِلَى البصرة، فمات فيها سنة ٩٣ هـ. السير ٣/ ٣٩٥.
(٣) جاء في جامع الأصول ١١/ ١٢١ حَدِيث رقم ٨٦٠٧: وفي رواية ذكرها رزين قَالَ: "أنتم مُشَفَّعونَ، فامشوا بين يديها وخلفها، وعن يمينها وشمالها، وقريبًا منها".
(٤) طبقات ابن سعد ٨/ ١١٢، ورواه مالك في الموطأ ١/ ٢٢٥ في الجنائز، باب المشي أمام الجَنَازَة، ورجاله ثقات.

<<  <   >  >>